أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية القديمة والحديثة بان الكرة الارضية تكونت
قبل أكثر من (450) مليار سنة، نتيجة انفجار عظيم ومهول في الفضاء الخارجي،
وتفاعلات فيزيائية وكيميائية، وآيونات وذرات وفلزات، ومواد وعوامل اخرى كثيرة،
لينتج جزئين من الماء واليابسة، والهواء المغلف بطبقة غاز الأوزون الأزرق، حيث تُبيَن
هذه المعجزة قدرة الخالق العظيمة على هذا التصميم الرهيب، الذي يحتوي على الكثير
من التعقيدات، التي حيرت علماء الجيولوجيا في البحث والتقصي من أجل التوصل الى
حلحلة طلاسم والغاز تكوين الكرة الارضية بهذه الدقة المتناهية.
فلو خرجا قليلاً عن النظريات العلمية والبحث العلمي، ونظرنا الى عملية
تكوين الكوكب الاخضر من الناحية الفيزيائية المرتبطة بالعقل والمنطق المستند على
بعض الحقائق المرئية، سنلاحظ بان كتلة الأرض "العجوز"، محكومة بدعائم
ولها مفاصل كما هي مفاصل الاعضاء في كتلة جسم الإنسان، التي تحتوي على "اكياس
دهنية" بين العظام، عند التقاء راسي المفصل، تحول دون اصطدامها مع بعضها عند
الحركة، وان فقدان هذا السائل (الكيس الدهني) سيؤدي الى آلام قوية مستمرة لدى المرء،
وربما ستقوده الى العوق في حال تطورت الحالة المرضية لدى الشخص، او اي حيوان اخر
اوجده الله بهذا التعقيد من الخلق العظيم.
فحين نفترض "جدلا" بان الكتل الصخرية المكونة للأرض متشابكة مع
بعضها، وليست بينها فواصل تعطيها المرونة الحركية الكافية لتمنع الاصطدام المباشر
مع بعضها البعض، نتيجة حركة دوران الارض السريعة جدا حول نفسها وحول الشمس، والتي
يقدرها العلماء بآلاف الاميال في الساعة، فانه في تلك الحالة ستحدث اصطدامات
وانهيارات وزلازل بركانية في الكتل الصخرية، مما يؤدي بالنتيجة الى الطوفان
وانهيارات في الكرة الارضية، وربما تحولها الى اشلاء ممزقة متناثرة في الفضاء
الخارجي.
لذلك فان اكتشاف "النفط" و"الغاز" في جوف الارض وأعماق
البحار يعطي انطباعاً منطقياً لدى الكثير من المفكرين والباحثين في مجال علم الارض،
بان وجود النفط بنوعيه الثقيل والخفيف ومعه الغاز المصاحب، متغلغلا بين مفاصل
طبقات الارض الصخرية وفي اعماق البحار، من شأنه أن يعطي مرونة للكرة الارضية في
حركتها السريعة باعتبارها اصغر الكواكب، ويساعد في ذات الوقت على منع اصطدام طبقات
الارض الصخرية مع بعضها البعض نتيجة لحركة الارض السريعة التي يصفها العلماء
بالمهولة، والتي تحول دون الاحتكاك المباشر الذي غالبا ما تنتج عنه الهزات الارضية
العنيفة والانشقاقات والانهيارات الارضية والفيضانات، كما هو الحال تماما في
الوظيفة التي تؤديها الاكياس الدهنية التي اوجدها الله تعالى بين المفاصل البشرية
والحيوانية.
كذلك وجود المياه بين القارات يساعد على امتصاص حرارة الارض الناتجة عن
الحركة السريعة لها، وتثبيت التقارب بين قارات اليابسة والبيئة البحرية بمسافات قد
تكون محسوبة بدقة متناهية من قبل الخالق ايضا. فلو افترضنا، بان نسبة "الغاز"
و"النفط الخام" في جوف اليابسة بدأت تقل وتنضب تدريجيا، نتيجة استخراج
اكثر من مليار برميل نفط ومليارات الامتار المكعبة من الغاز المصاحب شهريا، والذي
سيخلف وراءه فراغات في جوف الارض واعماق البحار، ففي تلك الحالة ستقوم المياه
بالضغط على اليابسة لملئ الفراغ الذي سببه استخراج الانسان "للنفط والغاز"،
مما يؤدي الى حدوث عدم توازن بين المياه واليابسة، وبذلك ستحدث الفيضانات حين تبدأ
المياه تزحف لتغطي اليابسة مع حدوث انفجارات بركانية وهزات ارضية في اعماق البحار
واليابسة نتيجة ضغط الماء على الصفيح الصخري المكون للأرض مما يؤدي الى اصطدام
الصفائح الصخرية مع بعضها البعض نتيجة لنفاذ "النفط والغاز" الموازن
لهما، والذي سيؤدي الى حدوث خلل وانشقاقات ارضية تملئها المياه الضاغطة باتجاه الاراضي
اليابسة على شكل فيضانات وعواصف عارمة تجتاح المدن القريبة من الشواطئ، وربما تغطي
القارات بأكملها في المستقبل .
وبما ان الابحاث العلمية تثبت بان تكوين الارض كان نتيجة لتفاعلات فيزيائية
وكيميائية، كما اسلفنا، فان انهيارها سيكون فيزيائيا وكيميائيا ايضا، ولكن هذه
المرة بفعل الإنسان، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الحروب المدمرة وسباق التسلح
النووي والجرثومي، ومراهنة الدول النووية على تدمير الكرة الارضية بوقت لا يتعدى
الساعة من الزمن، وهذا الامر ممكن الحدوث ايضا اذا ما حصل الخطأ القاتل، يضاف الى
ذلك الانبعاثات النووية والحرارية الأخرى، التي لها تأثيرا كبيرا في التغيرات
المناخية والاحتباس الحراري. وبهذه الطريقة يكون الانسان قد ساهم في تدمير الكوكب
الاخضر الذي يعيش عليه، لان كل العوامل سالفة الذكر ستقصر منطقياً من عمر الكرة الأرضية،
التي اوجدها الله لحياة البشر الذي يسعى لتدميرها.
لقراءة المزيد من مقالات الكاتب اضغط على الرابط الاتي:مجلة معارج الفكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق