السبت، 24 سبتمبر 2022

الظلام المبتسم

بقلم: الدكتور زاحم محمد الشهيلي  

في عالم مضطرب، يحكمه الاشرار، تتوالى الازمات بأنواعها المختلفة، وتشتعل فتائل الحروب المدمرة هنا وهناك، الخوف يداهم جدران البيوت، يهمس في الأذان بكل ضاحية وحي، الشعوب حائرة خائرة، تبحث عن الأمن والأمان والعيش الرغيد، كفسحة أمل مبعثرة أوراقها، حيث رسم لها الأشرار حياة يكتنفها موت بطىء في نهاية المطاف، الجميع يتمنى الخلاص، لكنه لا مناص من محال، ولا مجال للتمني، إذ يعرف هذا وذاك وتلك جيداً، انهم ذاهبون الى عتمة حالكة الظلام، أنه الظلام المبتسم للجميع، حيث لا يعرف احداً، ماذا تخبأ له اقدار العتمة السوداء وراء انيابها البيضاء ذات الإبتسامة الصفراء  ... 

شعوب تنتظر الموت، موتٌ أبطأ خطواته، يُشبه نفسه بالوباء تارةً، وتارةً أخرى بالغلاء والفقر والجوع والجفاف والفزع، اذ تبقى الأرواح البشرية البريئة حائرة في تحليقها خائرة، كما هي النوارسُ البيضاء الباحثة عن طعامها، تحوم في كل مكان جزعة، من الشر فزعة، ومن انعدام الأمان هرعة، لا يظلها ظلال، ولا تحميها سماء، ولا ينير حياتها شمس أو قمر، سوى عتمة حالكة لظلام مبتسم.

كل ذلك، يحدث أمام العيون الواجفة الراجفة، ليس بسبب خطر الاشرار، الذي بات يداهم مضاجع البشرية، وإنما بسبب اولائك الاخيار الذين يلتزمون البيوت، املاً بان يتغير الحال لصالحهم، وسط ظلام حالك مبتسم صنعه الاشرار، ليغطي كل أجزاء المعمورة وارفة الظلال.

وهنا، يصبح الأخيارُ أكثر خطراً على مستقبل شعوبهم، لأنهم بقوا صامتين في صومعتهم كصمت القبور الساكنة، يندبون حظهم على ما هم فيه من حال، إذ يعرفون ان لصمتهم ثمن، جعل الاشرار يضنون انهم على حق، وعليه أصبح الأخيار أكثر خطراً على شعوبهم من الأشرار، الذين باتوا يتحكمون بمفاصل الحياة، يسيرونها كيفما يشاءون، ليسرقوا ابتسامة الناس وسعادتهم، ليشبعوا نزعة الشر التي تعتريهم.

وتبقى حالة العالم في ترقب، تتارجح بين البقاء والبغاء، والفناء والفوضى، وسوء المصير، ينظر فيها الجميع الى مستقبل مظلم، يضنونه مبتسم، لكنه فاتح فيه ليلتهم الجميع، وبات الأمر هكذا حتى يقرر الأشرار مصير الأخيار، حينها يعضُ الجميع على النواجذ في وقتٍ لا ينفعُ فيه الندم.

لقراءة المزيد من مقالات الكاتب اضغط على الرابط الآتي: مجلة معارج الفكر 

 

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

الاستاذ الكبير
قد وضعت جميع موحشات الكون في الابتسامه وحلكة ضلام قلوبهم والاخيار كانو اخيارا وحينما جالسو اصحاب القلوب الحالكه قد جرفهم سيل لعاب الاموال ليصبحو عضيدا وسندا للاشرارا. بوركت قولا وفكراً وفعلاً..

غير معرف يقول...

شكرا جزيلا لمروركم العطر واضافتكم القيمة، تحياتي من القلب